للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قائلة: إنما أنا امرأة فألحَّ عليها قائلًا: قد أجارت أختك أبا العاص بن الربيع فأجاز ذاك محمد. فقال: إنما ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١). فألح مرة أخرى قائلًا: مرى أحد بنيك يُجير بين الناس! . قالت إنهما صبيان، وليس مثلهما يجير (٢).

[أبو سفيان يستعين بسعد بن معاذ]

وذكر المؤرخون أن أبا سفيان بعد أن فشل في الحصول على تجديد الصلح عن طريق توسيط كبار المهاجرين لجأ إلى سيد الأوس سعد بن عبادة علّه يتوسط ليحصل بواسطته من الرسول - صلى الله عليه وسلم - كل تجديد الصلح.

فقد حدّث ابن أبي حبيبة عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، قال جاء أبو سفيان بن حرب إلى سعد بن عبادة فقال: يا أبا ثابت قد عرفت الذي كان بيني وبينك، وإني قد كنت لك في حرمنا جارًا، وكنت لي بيثرب مثل ذلك، وأنت سيد هذه البحرة (٣) فَأجِرْ بين الناس وزد في المدة. فقال سعد: يا أبا سفيان جوارى في جوار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يجير أحد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٤).

أبو سفيان يستشير علي بن أبي طالب ليجد له حلًا

ويذكر المؤرخون أن أبا سفيان بن حرب بعد أن انتهى إلى طريق مسدود في كل المحاولات اليائسة التي قام بها ليحصل على تجديد الصلح واستمرار فعالية هدنة الحديبية (التي نقضتها قريش نقضًا صريحًا). فتأمن قريش بهذا التجديد العقوبة التي باتت تتوقعها من المسلمين جزاء غدرها ونقضها للصلح .. بعد أن وصل إلى الطريق مسدود لجأ إلى علي بن أبي طالب للمرة الثانية متوسلًا بالقرابة التي تربطهما وطالبًا منه المشورة فيما يفعل قائلًا: يا


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٩٧.
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٩٤.
(٣) البحرة. قال في القاموس المحيط: البدة.
(٤) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>