ابن حصن والحارث بن عوف قائلًا -وقد رفع صوته في تحد- إرجعا ليس بيننا وبينكم غير السيف، فانصرفا إلى مقر قيادتهما في قيادة الأحزاب.
وهكذا ازداد البلاءُ على المسلمين، فقد ضاعف رفض سادة الأنصار فكرة عقد الصلح المنفرد مع غطفان مقابل إعطائهم ثلث ثمار المدينة. . ضاعف هذا الرفض من متاعب المسلمين العسكرية، وبدد الأمل في تخفيف الضغط عليهم، هذا التخفيف الذي كان هو المقصود بالدعوة إلى مصالحة غطفان.
إلا أن هذا الرفض من ناحية أخرى، أثبت للقادة المسئولين في الجانبين -الأحزاب والمسلمين- أن هناك داخل الجيش الإسلامى الصغير، رجالًا يعدون بالآلاف، لا تزيدهم المحن إلا قوة، ولا البلايا إلا إيمانًا وثباتًا وتمسكًا بينهم والتفافًا حوله.
فارتفعت (لهذا الموقف المتصلب) نسبة الروح المعنوية بين المؤمنين الصادقين، وخرج قادة غطفان من معسكر الجيش الصغير، وصور أولئك الأسود الضوارى الذين جاءوا ليقولوا لقادة أقوى قوة ضاربة تبلغ نسبة رجالها إلى رجالهم (أحد عشر لواحد) وقفوا ليقولوا لقادة هذه القوة (التي تكاد تغرقهم بكتائبها الهائجة من كل مكان وقفوا ليقولوا لها (في تحد واستخفاف). . والله لا نعطيكم ثمرة واحدة من ثمار المدينة إلا ضيافة، فافعلوا ما يحلو لكم.
[موقف رائع]
نعم عاد قادة غطفان من معسكر المسلمين، وقد أدركوا حقيقة كانوا يجهلونها كل الجهل، وهي أن الذي يصنع الانتصارات الحقيقية ويبعث