للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالك) - لم يزد على أن تبسم (١).

[هوازن تستعد لمصادمة المسلمين]

لم يعد في الحجاز - بل في جزيرة العرب كلها - من هو ذا شوكة من المشركين يحسب له النبي - صلى الله عليه وسلم - حسابًا سوى قريش وقبائل هوازن المنتشرة ديارها شرقي مكة على امتداد مسافات شاسعة تتاخم حدود نجد.

وإذا كانت قريش العدو الرئيسى للمسلمين تتوقع أن يغزوها المسلمون. فإن هوازن هي الأخرى كانت تستعد لحرب المسلمين .. فتحشد الجيوش، وتبعث إلى خارج الجزيرة في شراء المعدات الحربية الثقيلة.

[لماذا لم تتحالف قريش وهوازن على حرب المسلمين]

والذي تجدر الإِشارة إليه هنا هو أن قريشًا وهوازن - بالرغم من التقائهما عند مبدأ واحد وهو عداوة المسلمين والرغبة في القضاء عليهم. وبالرغم من أن إحداهما جارة للأخرى - فإنّا لم نر في شيء من كتب التاريخ أنهما سعيا (بأي شكل من الأشكال) لإِقامة أي نوع من أنواع الترابط العسكري، في اتحاد أو حلف يواجهون به عدوهم المشترك - النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - ولا يستبعد أن يكون ذلك راجعًا إلى اختلاف الفريقين في الأساليب التي يجب اتباعها لمواجهة أي غزو قد يقوم به المسلمون ضد أي منهما (٢).

فقريش أصبحت غير ميالة للحرب (رغم نقضها صلح الحديبية)، لأنها تدرك أنه لا قبل لها بالمسلمين إذا ما تحركت قواتهم من المدينة للزحف على مكة. ولهذا قرر برلمانها (دار الندوة) أن أسلم وسيلة لإِيقاف ما


(١) انظر مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٠٢.
(٢) بل إن أكبر سبب لذلك (فيما يبدو) هو العداء القديم المستحكم بين هوازن وقريش والذي سببه الحرب الضارية (والمسماة بحرب الفجار) والتي دارت رحاها بين كنانة - قريش وبنى بكر - من جهة وبين هوازن من جهة أخرى قبل خمسة عشر عامًا من بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما هو مفصل في كتب التاريخ (انظر سيرة ابن هشام البداية والنهاية والكامل لابن الأثير) مواضع حرب الفجار.

<<  <  ج: ص:  >  >>