قريظة، توجه فورًا إلى قومه (غطفان)، وفي معسكر هذه القبيلة العظيمة طلب (على انفراد) بزعمائها وقادتها (عيينة بن حصن الفزاري طليحة بن خويلد الأسدي والحارث بن عوف المرّى)، وعندما اجتمع بهم، قال لهم:
يا معشر غطفان: إنكم أصلي وعشيرتي وأحب الناس إلي ولا أراكم تتهموني.
قالوا .. صدقت ما أنت عندنا بمتهم.
فأبلغهم أن لديه خبرًا خطيرًا يتعلق بسلامتهم .. قائلًا فاكتموا عني.
قالوا .. نفعل.
فقال لهم مثل الذي قال لقادة قريش بشأن ما عزم عليه اليهود من طلب الرهائن منهم، وحذرهم -كما حذر قادة قريش من أن يجيبوا قريظة إلى ما طلبوا من تسليم الرهائن.
فشكروا له صنيعه وأكدوا له أنهم لن يسلموا لقريظة رهينة ولا رجلًا واحدًا.
وهكذا نجح نعيم بن مسعود في حبك خديعته الكبرى نجاحًا كاملًا.
[وفد الأحزاب إلي بني قريظة]
فقد اهتم أركان القيادة المشتركة من الأحزاب (قريش وغطفان) لهذه الأنباء التي نقلها نعيم بن مسعود (الذي ما كانوا يشكون لحظة بأنه