المنافقون يشكلون جزءًا منه- قد بلغ الألفين أو أكثر، وأنه بانخذالهم وتسللهم منه عندها بدأت جيوش الأحزاب تصل إلى المنطقة لم يبق فيه إلا تسعمائة من المؤمنين الصادقين الذين لم يجد الشك سبيلًا إلى نفوسهم، فيكون صحيحًا القول بأن الجيش الإسلامي الذي واجه الأعداء يوم الأحزاب لم يزد على تسعمائة مقاتل كما أكد ذلك الإمام ابن حزم، وبهذا (فقط) نستطيع أن نجد تفسيرًا مقنعًا لذلك الخوف الشديد الذي بلغ بالقلوب الحناجر.
[أول شهيدين من المسلمين]
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل وصول جيش الأحزاب قد بعث رجلين من رجال استخبارات الجيش الإسلامي للاستطلاع ومعرفة تحركات العدو والحصول على المعلومات الكافية عنه.
والرجلان هما (سليط) و (سفيان بن عوف)(١) وقد وقع هذان الرجلان في قبضة العدو، حيث التقيا وهما يقومان بعملية الاستكشاف التقيا بدورية كبيرة مسلحة من دوريات جيوش الأحزاب الاستطلاعية فطوقهما رجال الدورية ثم قبضوا عليهما، ثم سلموهما لقيادة الأحزاب، وبمجرد علم هذه القيادة أن الرجلين عينًا لمعسكر المدينة أمرت بإعدامهما فأعدما فورًا، وقد تمكن المسملون من نقل جثتى هذين الشهيدين إلى المدينة فدفنهما النبي - صلى الله عليه وسلم - في قبر واحد، فكانا أول شهيدين قتلا في معركة الأحزاب.
(١) ذكر ذلك في السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٠١ فقال: وأرسل سليطا، وسفيان بن عوف طليعة للأحزاب فقتلوهما، غير أننى لم أجد (فيما بين يدي من مصادر) ترجمة واضحة لهذين الشهيدين.