للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أن يضربه المرتابون الذين أعلنوا الإِسلام ولمَّا يدخل الإيمان في قلوبهم. مثل الزعيم الذي اغتبط بهزيمة المسلمين في المرحلة الأولى في حنين وقال كلمته تلك (بطل السحر إنها هزيمة لن تنتهي حتى البحر).

بل إن هناك من أهل مكة مَن بقى على شركه فلم يجبره النبي - صلى الله عليه وسلم - على الدخول في الإسلام بل ترك له الحرية مثل صفوان بن أمية وغيره، وهذا يؤكد الاحتمال القائل: إن أهل مكة ربما ينضمون إلى هوازن عندما تنشب المعركة في مكة بين هوازن وبين الجيش النبوي.

ولهذا كان (من وجهة النظر العسكرية) عين الحكمة والحنكة السياسية أن يخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - بجيشه من مكة، وقرار مصادمة جيوش هوازن في العراء بعيدًا عن مكة، التي لم يترك فيها (عند خروجه منها لملاقاة هوازن) سوى حامية صغيرة لحفظ الأمن والنظام بقيادة عتّاب بن أسيد. وكانت الحامية التي تركها كافية لحفظ النظام والضرب على يد أي مريب تحدثه نفسه بالتمرد أو الإخلال بالأمن، لاسيما وأن الله ملأ قلوب القرشيين عامة هيبة ورعبًا بعد أن سيطر الجيش النبوي على العاصمة المقدسة.

[استعارة الرسول السلاح من المشركين.]

ولما قرر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الخروج من مكة لمواجهة هوازن خارجها، قام بتقييم للعتاد الحربى الذي يحتاجه جيشه، فوجد أن هناك نقصًا في هذا العتاد لا بد من تكملته ليكتمل تسليح جيشه لأنه مقدم على معركة فاصلة يتقرر فيها مصير الإسلام والمسلمين، فقد كان عدوه أكثر عددًا وأجود تسليحًا ولهذا فكر في مصدر يحصل منه على العتاد الحربى الذي يكمل تسليح جيشه.

كان صفوان بن أمية من كبار زعماء مكة وكان من أغنيائها وكان من أشهر تجار السلاح. وكان رغم سيطرة المسلمين على مكة وإعطائه الأمان من قِبَل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقى على شركه فلم يجبره الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام حتى دخل فيه مختارًا بعد عودة الرسول من حنين منتصرًا.

بحث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن مصدر للسلاح ليموِّن به جيشه فوجد مصدرين في مكة فقط استطاع أن يحصل منهما على ما يحتاجه من سلاح للمعركة القادمة

<<  <  ج: ص:  >  >>