للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيبر ضد المسلمين، بل ذهب إلى سيد فزارة عيينة بن حصن ونصحه بأن لا يستجيب لنداء اليهود، وأبلغه صراحة أنه إن فعل، إنما يأتي عبثًا ويرتكب خطأ، فقد قال الحارث لعيينة ناصحًا:

"يا عيينة إنك توضعُ في غير شيء، والله -يا عيينة- ليظهرن محمد على ما بين المشرق والمغرب. . يهود يخبروننا بذلك. أشهد إني لسمعت أبا رافع سلّام بن أبي الحقيق يقول: إنا لنحسد محمدًا على النبوة حيث خرجت من بني هارون وهو (أي محمد) نبي مرسل. . ويهود لا تطاوعنى على هذا. . ولنا منه ذِبحان. . واحد بيثرب (وقد كان) وواحد بخيبر. . فقلت له: (يا سلام) يملك الأرض جميعًا؟ قال: نعم والتوراة التي أُنزلت على موسى. . وما أحب أن يعلم يهود بقولى فيه" (١).

[تحرك الجيش النبوى نحو خيبر]

وبينما كان اليهود يعدون العدة لمواجهة المسلمين ويتصلون بحلفائهم من قبائل نجد الوثنية لإنجادهم، كان المسلمون في المدينة يهيئون أنفسهم ويستكملون تجهيزات جيشهم للمعركة الفاصلة التي قرر النبي - صلى الله عليه وسلم - خوضها مع اليهود لإنهاء وجودهم الدخيل في الجزيرة كلها.

وبعد أن أكمل النبي - صلى الله عليه وسلم - حشد جيشه وإعداده في المدينة فصل به من المدينة في اتجاه خيبر، وكان ذلك في أوائل شهر محرم من السنة السابعة للهجرة.

[نائب النبي على المدينة]

وقبل أن يفصل النبي - صلى الله عليه وسلم - بجيشه من المدينة (وكما هي عادته في مثل هذه الظروف) أصدر - صلى الله عليه وسلم - مرسومًا نبويًا عين بموجبه سباع بن عرفطة الغفاري أميرًا على المدينة يدير شؤونها نيابة عنه حتى عودته من خيبر (٢)


(١) زاد المعاد ج ٢ ص ٣٣٩.
(٢) طبقات ابن سعد الكبرى ج ٢ ص ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>