لذلك فاضت نفوس قادة الأحزاب بالغيظ والنقمة على اليهود فأرسلوا إليهم (في الحال) وفدًا آخر ليبلغهم رفض ما طلبوا من رهائن ويطلب منهم تنفيذ الاتفاقية بالهجوم على المسلمين، إن أرادوا.
وقد أسرع الوفد بالذهاب ثانية إلى ديار بني قريظة، وأبلغهم (باسم قيادة الأحزاب المشتركة) رفض ما طلبوا من تسليم الرهائن - وأن هذا الطلب هو دليل عدم الثقة وطعن في شرف كلمة قيادة الأحزاب التي أعطوها لليهود - فقد قال الوفد لزعماء بني قريظة .. (وعلى لسان قيادة الأحزاب المشتركة) .. إنا والله لا ندفع إليكم من رجالنا رجلًا واحدًا، فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا.
ولدى سماع زعماء قريظة هذا الجواب من قيادة الأحزاب المشتركة لم يبق لدى هؤلاء اليهود أي شك في صدق ما أشار به عليهم (نديمهم السابق) نعيم بن مسعود بشأن قريش وغطفان، فقد قال بعضهم لبعض:
"إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق، ما يريد القوم إلا أن تقاتلوا، فإن رأوا فرصة انتهزوها، وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلادهم، وخلوا بينكم وبين الرجل.
وعلى أساس هذا الاعتقاد، أرسلت قريظة إلى قيادة الأحزاب المشتركة مبعوثًا ليبلغهم (في إصرار) بأن هؤلاء اليهود لن يشتركوا في أي هجوم على الجيش الإسلامي إلا إذ أعطتهم قيادة الأحزاب الضمانات الكافية التي تضمن عدم انسحابهم إلا بعد القضاء على المسلمين قضاء تامًّا.