للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني أن المسلمين فقدوا في هذه الكوارث الثلاث (وفي سنة واحدة) أكثر من اثنين وعشرين في المائة من قواتهم المسلحة، وهي خسارة مفزعة مخيفة إذا ما علمنا أن مجموع القوات المسلحة الإسلامية الوليدة كلها لم يتجاوز في تلك الفترة الحاسمة أكثر من ثمانمائة مقاتل.

[نشاط اليهود من جديد]

وهذا دونما جدال هو الذي شجع اليهود على استعادة نشاطهم المشبوه ضد العهد الجديد، فأخذوا يتحركون من جديد، فاتصلوا بالمنافقين وصاروا مجتمعين يحبكون المؤامرات ويحيكون الدسائس ضد المسلمين، وعلى الخصوص ضد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأثبتوا مرة أخرى أن العهود والمواثيق التي يبرمونها مع غيرهم إنما هي (في نظرهم) حبر على ورق يتمسكون عندما يكون في صالحهم وعندما يكونون في حاجة إلى التمسك به.

[بنو النضير ينقضون العهد]

وقد كان يهود بنى النضير هذه المرة هم السابقين إلى نقض العهد والغدر بالمسلمين ومحاولة القضاء عليهم ولو عن طريق القوة وسفك الدم والاغتيال أو حتى إعلان الحرب، شجعهم على ذلك - بالإضافة إلى ما أصيبت به القوات الإسلامية المسلحة من خسائر فادحة في أحد والرجيع وبئر معونة - أن النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - كان بعد معركة أحد يواجه أخطارًا خارجية كبيرة شرع في معالجتها فورًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>