الفتح ولم يذكر أن عليًّا هو الذي قتل مرحبًا، إلا أنه ذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى عليًّا الراية -بعد أن قال: لأعطينَّ الراية غدًا رجلًا يحبه الله ورسوله- فتم على يده فتح الحصن (١).
[الزبير يقتل ياسر أخا مرحب]
ويدل سياق المؤرخين -كما تقدم- أن أعنف قتال شهدته خيبر هو القتال الذي دار حول حصن ناعم (حصن آل مرحب وهم من حِمْير على ما ذكره ابن إسحاق) وقد رأينا كيف بلغ اعتداد اليهود الرابطين في هذا الحصن بأنفسهم إلى أنهم خرجوا أكثر من مرة وهاجموا المسلمين حتى كشفوهم وطاردوهم حتى ألجأوهم إلى مقر قيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمر الذي اغتم له الرسول - صلى الله عليه وسلم - واستدعى الإِمام على وأسند إليه مهمة افتتاح هذا الحصن المنيع الذي أعيى المسلمين فتحه.
وبالرغم من تمكن الإِمام علي بن أبي طالب من القضاء على مرحب كبير القادة المدافعين عن الحصن، فإن الحصن لم يستسلم للمسلمين في الحال، بل ظل اليهود محتفظين به يدافعون عنه بضراوة .. يدلنا على ذلك أن ياسر الذي خلف أخويه (مرحبًا والحارث في القيادة) ظل يدافع عن الحصن بضراوة، بل لقد ذهبت به الشجاعة والجرأة (بعد أن لقى أخواه مصرعهما) إلى أن يتحدّى المسلمين، حيث خرج من الحصن تحرسه قوات كثيفة من اليهود وركز رمحه أمام الحصن وأخذ يجول بفرسه وهو يطلب المبارزة قائلًا:
قد علمت خيبر أنى ياسر ... شاكى السلاح بطل مغامِرُ
إذا الليوث أقبلت تُبادِرُ ... وأحجمت من صولتى المخاطر
إنَّ حماى فيه موت حاضر
وكان اليهودى ياسر من أشجع قادتهم وأشدهم بأسًا .. فخرج إليه الزبير بن العوام، فخشيت عليه أمه صفية (عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) فقالت: يا رسول الله .. إنه يَقتُلُ ابنى، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بل ابنك يقتله إن شاء