للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أين بقية الناس؟ فيقول في الرجيع بالمعسكر، فسمع أبو اليسر -فيما بعد وقد كبر وصار شيخا كبيرًا- وهو يبكى في شيء غاظه من بعض ولده، فقال: لعمرى بقيت بعد أصحابي ومتّعوا بي وما أمتع بهم؟ ! لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم متعنا به، فبقى فكان من آخرهم.

[عدد المدافعين عن حصن الصعب]

كان حصن الصعب (الذي تحوَّل إليه اليهود من حصن ناعم) يتولى الدفاع عنه وحده خمسمائة مقاتل (١) من اليهود بقيادة قائدين منهم، أحدهما يقال له (الدَّيال) والثاني يقال له (يوشع).

كان حصن الصعب منيع الأسوار عالى الأبراج وكان مشحونًا بالمقاتلة اليهود وبينهم رماة بالنبل على غاية من المهارة في إصابة الهدف.

[المبارزة أمام الحصن]

وذكر المؤرخون أن اليهود دافعوا عن حصن الصعب بن معاذ بشراسة وضراوة لا تقلان عن الضراوة والشراسة التي دافعوا بهما عن حصن (ناعم) بل كان دفاعهم عن حصن الصعب بن معاذ أشد وأقوى لأنه كان يضم كثيرًا من الأموال والعتاد الحربى وآلات حربية مختلفة.

وعندما أخذت قوات الإسلام مواقعها وضربت الحصار على اليهود في حصن الصعب، خرج كبير قادة اليهود على فرسه أمام الحصن وطلب المبارزة على الطريقة العربية التقليدية المعروفة، وكان اسم هذا القائد اليهودى (يوشع) فخرج لملاقاته حامل لواء جيش الإسلام والمكلف بقيادة الهجوم على الحصن، الحباب بن المنذر بن الجموح فنازله (مبارزة) وبعد كرّ وفر ومقارعة عنيفة بالسيوف تمكن قائد قوات المسلمين من قتل القائد اليهودى يوشع.

بعد مصرع القائد اليهودى يوشع غضب اليهود أشد الغضب، وفي الحال خرج قائد يهودى ثانٍ هو (الديال) وركز رمحه أمام الحصن وطلب من المسلمين المبارزة.


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٦٤ ومغازى الواقدي ج ٢ ص ٦٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>