للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد حتى أجهدهم الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب (١).

ويدل سياق الواقدي وكل المؤرخين أن السيادة على اليهود في الشطر الثاني من مدينة خيبر كانت لبنى أبي الحقيق (رهط حيى بن أخط سيد بني النضير المنفيين من المدينة). وأن بني أبي الحُقَيق كانوا بمثابة الملوك بين يهود الشطر الثاني من مدينة خيبر.

[طلب اليهود المفاوضة للتسليم]

فقد ذكروا جميعهم أن اليهود المتحصنين في حصون (القموص والوطيح والسلالم) في القسم الثاني من خيبر لما ضرّ سهم الحصار، وقرر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينصب على حصونهم آلات التدمير (المنجنيقات) وقذفهم بها أيقنوا بالهلاك ودب الذعر في قلوبهم، فقرر كنانة بن أبي الحقيق التسليم، فبعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بوفد يطلب باسمه الإجماع به للتفاوض على أساس إنهاء الحرب بتسليم اليهود للمسلمين، وكان رئيس الوفد الذي أرسله كنانة اسمه (شمّاخ) (١).

وعندما خرج شمّاخ (رسول كنانة بن أبي الحُقَيق) من حصن القَموص اعتقله الحرس النبوى سم جاء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في مقر قيادته.

وهناك أبلغ المندوب اليهودى شمّاخ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه مبعوث من سيد اليهود كنانة بن أبي الحقيق، بعثه ليبلغه استعداد يهود الشطر الثاني من خيبر للمفاوضة، وأن ملك اليهود (كنانة بن أبي الحقيق) يرغب في الاجتماع بالنبي القائد - صلى الله عليه وسلم - ويطلب السماح له بذلك. وقد وافق النبي - صلى الله عليه وسلم - على الاجتماع بكنانة بن أبي الحقيق للمفاوضة.

[الاستسلام النهائى]

فرجع اليهودى (شمّاخ) إلى كنانة بن أبي الحُقيق، وأخبره بموافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - على الاجتماع به، فأمر كنانة أصحابه بالكف عن القتال، ثم


(١) مغازى الواقدي ج ٢ ص ٦٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>