ففي هذا المكان اجتمع قادة الجيش المكي وزعماؤه وانتهى اجتماعهم بقرار يقضى بعودة الجيش والتوقف عن مواصلة الزحف إلى بدر، والحجة التي برروا بها هذا التراجع هي أن الظروف غير ملائمة للحرب لأنها ظروف جدب وجفاف لا تتناسب وتحركات جيش ضخم مثل ذلك الجيش الذي عليه أن يقطع أكثر من ٢٥٠ ميلًا.
[أبو سفيان يخطب في الجيش]
فقد وقف القائد العام للجيش المكي (أبو سفيان بن حرب) خطيبًا في الجيش معلنا أوامره بعودة الجيش إلى مكة والعدول عن ملاقاة المسلمين وشارحًا الأسباب قائلا:
يا معشر قريش .. إنه لا يصلحكم إلا عام خصيب ترعون فيه الشجر وتشربون فيه اللبن، وإن عامكم هذا عام جدب وإني راجع فارجعوا.
فأطاع الجيش الأوامر، وعاد أدراجه إلى مكة مفضلًا عار النكول على الهزيمة الساحقة التي يتوقع نزولها به لو أنه أقدم على ملاقاة المسلمين في بدر.
أما المسلمون فقد أقام بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في بدر ثماني ليال في انتظار الجيش المكي لخوض المعركة الفاصلة، ولكنهم بعد أن بغلتهم أنباء انخذال الجيش المكي ونكوله عن الحرب ورجوعه من عسفان إلى مكة عالوا إلى المدينة.
ولقد محا الجيش الإسلامي بوصوله إلى بدر آخر أثر من الآثار السيئة التي تركتها انتكاسة المسلمين في معركة أُحد في السنة الماضية.