هذا هو أقرب إلى روح الشريعة الإسلامية، وأجدر أن يتبع وخاصة في هذا العصر، والله وحده أعلم بالصواب.
[نيل اليهود من الذات النبوية الكريمة]
وعندما نظر يهود بني قريظة إلى طلائع الجيش النبوي تتقدم نحو معاقلهم بقيادة علي بن أبي طالب، فاضت نفوسهم الشريرة ببعض ما تختزنه من خبث ودناءة ووضاعة.
فقد أسمعوا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (علي بن أبي طالب) في نبي الله (- عليه السلام -) ونسائه الطيبات الطاهرات من السب والشتم والقذف ما لم يسمح أحد من المؤرخين لنفسه بأن يورد نصه لفظاعته وبشاعته.
ومع هذا فلم يرد المسلمون على هؤلاء اليهود السفهاء، بل التزموا الصمت، وكل الجواب الذي سمعه اليهود على شتمهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - ونسائه الطيبات، وهو قول علي بن أبي طالب، السيف بيننا وبينكم.
ولم يرد المسلمون على الشتم بمثله، لأنهم يسيرون في معاملتهم للناس (أيًا كانوا) حسب توجيه القرآن وتأديبه، وليس من آداب القرآن أن يقابل المسلم فاحش القول بمثله.
غير أن علي بن أبي طالب -وهو أول من سبق باللواء إلى بني قريظة- أشفق على الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أن يسمع في نفسه وفي نسائه ذلك السب القبيح.