للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإِمام ابن خلدون وحمزة الأصفهانى من أن آخر ملوك قضاعة من الضجاعم واسمه (سبيط) لما طالب الغساسنة بالجزية التي كانوا يدفعونها للضجاعم، التقى به أحد الغساسنة الشجعان واسمه (جذع) فقال لسبيط، ألا تقبل سيفى هذا (كان السيف مذهبًا مقبضه وجفنه) بدلًا من الجزية التي تريد منا؟ . قال سبيط: بلى. فقال جذع: خذه. فمد سبيط يده، وتناول غمد السيف، فاستل جذع الغساني نصله وضرب به سبيطًا فقتله، فقيل خذ من جذع ما أعطاك. وذهبت مثلًا ووقعت الحرب بين سليح وغسان فأخرجت غسان سليحًا من الشام وصاروا ملوكها (١).

وهكذا انتقل ملك العرب في الشام من بني حمير إلى بني كهلان (٢).

[الغساسنة في الشام]

الغسانيون هم جيل من العرب من القحطانيين أصلهم من اليمن، يرجع نسبهم إلى كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

وهم أبناء عمرو بن عامر (مزيقيا) الملقب (بماء السماء) أحد ملوك مأرب والذي تفرق أبناؤه في مختلف أقاليم الجزيرة العربية والشام والعراق (بعد انهدام سد مأرب) ومنهم اللخميون ملوك الحيرة والغساسنة ملوك الشام. . وكذلك الأوس والخزرج الذين صاروا فيما بعد أنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فعمرو بن عامر (ملك مأرب) هو أبو الملوك الذين ملكوا الشام والعراق. أما اسمه فهو (عمرو بن عامر) مزيقيا ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس (البطريق) بن ثعلبة بن مازن بن الأزد (٣) بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان.


(١) تاريخ ابن خلدون ٢ ص ٢٩٧ وتاريخ سنى ملوك الأرض والأنبياء لحمزة الأصفهانى ج ص ٩٩ طبعة مكتبة الحياة، ببيروت.
(٢) لأنَّ قضاعة من حمير بن سبأ، وغسان من كهلان بن سبأ.
(٣) الذي تجدر الإِشارة إليه أن الأزد هم من أعظم قبائل العرب وأكثرها سؤددًا وانتشارًا على الإِطلاق. منهم أزد (عمان) وأزد السراة (غامد وزهران وكل سكان سلسلة جبال السراة) وأزد (الأوس والخزرج) وأزد (لخم وجذام ملوك الحيرة) وأزد (غسان وهم ملوك الشام) وأزد (طيء) وهي من أعظم قبائل شمال الجزيرة، وأزد (خزاعة بمكة وما حواليها). وكان لهم شأن عظيم في تثبيت دعائم الإِسلام، ومنهم المحارب الشهير داهية حروب الخوارج "المهلب بن أبي صفرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>