وقد كان هدف الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - من وضع فصيلة رماة النبل (التي هي في ذلك العصر بمثابة سلاح المدفعية في عصرنا هذا). كان هدفه من تمركز هذه الفصيلة في الجبل، هو حماية جيش المسلمين من خطر الالتفاف أو ضرب المسلمين من الخلف وخاصة ساعة احتدام المعركة.
[أنضح الخيل عنا بالنبل]
فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم أن لدى المشركين قوة كبيرة من الفرسان لا يستهان بها، لا تقل عن مائتي فارس يقودها باطل مقدام هو خالد بن الوليد.
وكتيبة الفرسان هذه، هي واحدها التي يمكن للمشركين استخدامها للقيام بحركات الالتفاف الضرب المسلمين من الخلف عندما تضطرهم ظروف المعركة إلى ذلك.
ولذلك كانت خيل خالد بن الوليد تتمركز حول جبل الرماة (بصفة خاصة) لأن ناحية هذا الجبل هو الاتجاه القوي الوحيد الذي يمكن لخيل المشركين من ناحيته استخدامها لضرب مؤخرة المسلمين عند احتدام المعركة أو لمحاولة التسلل إلى ما وراء صفوف المسلمين (قبل نشوب المعركة).
لذلك حرص الرسول - صلى الله عليه وسلم - أشد الحرص على احتلال ذلك الجبل، ووضع فصيلة الرماة فيه، الذين أكد عليهم أن يراقبوا (بشدة) خيالة المشركين، وقال لهم: