النبوي يخرون صرعى فرحين حول نبيهم، واحدًا إثر واحد، وكلما حدثت ثغرة بمصرع أحدهم سارع آخر وسد هذه الثغرة، وقد كان أكثر الذين قتلوا وهم يدافعون عن الذات النبوية من الأنصار.
روى حماد بن سلمة، أن المشركين رهقوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في سبعة من الأنصار، ورجل من قريش، فقال: من يردهم وهو رفيقي في الجنة، فجاء رجل من الأنصار حتى قتل، فلما رهقوه أيضًا قال من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة، فذكر حماد أن السبعة الأنصاريين كلهم قتلوا وهم يدافعون عن رسول الله.
[دور الرماة في الدفاع عن النبي]
وكان لرماة النبل من الصحابة أبلغ الأثر في صد المشركين والدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - راميًا فقد رمى عن قوسه (ساعة تكاثر المشركين) حتى تقطع وتر القوس وتحطمت وصارت شظايا (١) من كثرة الرمي.
وكان من الرماة الذين اشتهروا بالاستماتة في الدفاع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تلك الساعة العصيبة من المعركة، والذين كان لنبالهم الحادة الصائبة أبلغ الأثر في حماية الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أذى المشركين، أبو طلحة الأنصاري، وسعد بن أبي وقاص (- رضي الله عنهما -).
أما أبو طلحة فقد روى أحمد عن أنس أن أبا طلحة هذا كان يرمي يوم أُحُد بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة تكالب المشركين عليه-، والنبي عليه