للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخزرج والذي كانت تصاحبه (دائمًا) تلك الحروب الأَهلية الشهيرة المدمرة بين القبيلتين.

٢ - مشكلة اللاجئين من المهاجرين المكيين الذين تركوا كل ما يملكون من مال وعقار في مكة وجاءوا إلى المدينة فرارًا بدينهم، وهم فقراءُ لا يملكون من المال شيئًا، وعددهم غير قليل.

٣ - العناصر اليهودية الموجودة في المنطقة، والتي كان لها وزنها السياسي والعسكرى والاقتصادى في المجتمع اليثربى، والتي لا بد من تجنب شرها وكسب صداقتها لمواجهة ما يتوقعه المسلمون، من عدوان عليهم يقوم به القرشيون.

[بناء المسجد النبوي]

وكان أَول خطوات البناءِ للمجتمع الإسلامي الجديد هو إقامة المسجد النبوي لتظهر فيه شعائر الدين الجديد، وليكون جامعة يتلقى فيها المسلمون تعاليم الإسلام وتوجيهاته، ومنتدى تلتقى وتتآلف فيه العناصر القبلية المختلفة التي نافرت وباعدت بينها النزعات الجاهلية التي كانت النظام الموجه لهذه القبائل.

ففي المكان الذي بركت فيه ناقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فور قدومه من مكة أَمر بإقامة هذا المسجد، فسارع المسلمون إلى جمع المواد التي يتطلبها بناؤه، فأَخذوا في قطع جذوع النخل، وشرعوا في صنع اللبِن، ثم شرعوا في بناء المسجد الذي كانت مساحته مائة ذراع في مثلها تقريبًا.

وقد ساهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في بناء المسجد بنفسه مع أصحابه، فحمل التراب واللبن على كاهله الشريف مثلما حملوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>