وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام تسع هجرية في ثمانين راكبًا، ورئيسهم الأشعث بن قيس، فدخلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - مسجده قد رجلوا جممهم واكتحلوا، وعليهم جباب الحبرة قد كففوها بالحرير، وعليهم الديباج مخوّص بالذهب، فقال لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -: أَلَمْ تسلموا، قالوا: بلى، قال: فما بال هذا عليكم (يعني الحرير والذهب) فألقوه. وقد قال الأشعث: نحن بنو آكل المراد .. وآكل هو الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندى، وإنما سمّى آكل المراد؛ لأن عمرو بن الهبولة الغساني أغار عليهم، وكان الحارث غائبًا، فغنم وسبى، وكان فيمن سبى أم أناس بنت عوف بن محلم الشيباني، امرأة الحارث بن عمرو، فقالت لعمرو بن الهبولة: -في مسيرة- لكأنى برجل أدلم أسود، كأن مشافره مشافر بعير آكل مرار قد أخذ برقبتك، تعنى زوجها الحارث فمن يومئذ سمّى الحارث، آكل المراد، وقد تبع الحارث عمرو بن الهبولة وقومه، فلحقه، فقتله، واستنقذ امرأته، وما كان أصاب من غنائم.
-٣٥ -
[وفد الأزد]
الأزد (بفتح الهمزة وسكون الزاى) جيل من أعظم أعظم أجيال العرب وأشهرها. تنتسب إلى الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان من القحطانية.
وتتفرع الأزد إلى فروع عظيمة أربعة:
١ - أزد شنوءة، ونسبتهم إلى كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد. وتقع منازلهم بالسراة وهي أودية بتثليث وتربة وبيشة.
٢ - أزد غسان. كانت منازلهم في شبه جزيرة العرب، ثم استوطنوا الشام وأسسوا لهم بها ملكًا.
٣ - أزد السراة. كانت منازلهم في الجبال المعروفة حتى الآن بهذا