١٢ - أي عدوان تتعرض له أي من هذه القبائل يعتبر عدوانًا على المعسكر الداخلة في عهده كما يعتبر هذا العدوان مبطلًا للمعاهدة.
هذا الملخص هو ما يمكن تسميته بالخطوط العريضة للصلح التاريخي، هذا الذي أقرّه واتفق عليه كل من محمد بن عبد الله نبي المسلمين، وسهيل بن عمرو ممثل قريش في المفاوضة.
[المعارضة الشديدة للاتفاقية]
وبعد الاتفاق على القواعد الكاملة لمعاهدة الصلح هذه، وقبل تسجيل وثائقها ظهرت بين المسلمين معارضة شديدة وقوية لهذه الاتفاقية، وخاصة البند الثامن والتاسع اللذين بموجبهما يلتزم النبي - صلى الله عليه وسلم - بردّ من جاءَه من المسلمين لاجئًا، ولا تلتزم قريش بردّ من جاءَها من المسلمين مرتدًّا، والبند الأول الذي يقضي بأن يعود المسلمون من الحديبية إلى المدينة دون أن يدخلوا مكة ذلك العام.
قد كان أشدّ الناس معارضة لهذه الاتفاقية وانتقادًا لها، عمر بن الخطاب، وأُسيد بن حُضَير سيد الأوس، وسعيد بن عبادة سيِّد الخزرج.
[احتجاج ابن الخطاب ومجادلته النبي صلى الله عليه وسلم]
فقد ذكر المؤرخون أنه بينما كانت الإجراءات تتخذ لتسجيل المعاهدة التي تم الاتفاق عليها نهائيًّا، إذا بعمر بن الخطاب يأتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معلنًا معارضته لهذه الاتفاقية، وهو في حالة من الكرب والانفعال يشاركه في هذه المعارضة جمهور المسلمين الموجودين في الحديبية.