للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على كل ما تحتاج القيادة النبوية من معلومات قيمة هامة عن حالة العدو.

فقد ذكر حذيفة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلك الليلة الحاسمة - استدعاه وقال له .. يا حذيفة، إذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يفعلون، ولا تحدثن شيئًا حتى تأتيني، قال .. فذهبت فدخلت في القوم، والريح وجنود الله تفعل ما تفعل بهم لا تقر لهم قدرًا ولا بناء.

فقام أبو سفيان فقال .. يا معشر قريش لينظر امرؤ من جليسه - وهذا من أبي سفيان تحفظ من أن يكون داخل المعسكر أحد يتجسس لحساب المسلمين.

وقد أوقع هذا الأمر حذيفة في مأزق، ولكنه لذكائه تخلص في هذا المأزق حيث سارع إلى الرجل الذي بجانبه وبدأه بالسؤال قائلًا: من أنت، فقال: فلان بن فلان، وبهذا العمل تمكن حذيفة من الخروج من المأزق الذي وقع فيه والذي (فيه) كاد يقع في قبضة المشركين لو انكشف أمره (١).

[أبو سفيان يخطب في الجيش]

قال .. حذيفة (ثم) قال أبو سفيان .. يا معشر قريش إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا


(١) ومن طريق آخر روى عن حذيفة (كما في السيرة الحلبية) أنه قال: فسمعت أبا سفيان يقول: يا معشر قريش ليتعرف كل امرئ منكم جليسه واحذروا الجواسيس والعيون، فأخذت بيد جليسي على يميني وقلت .. من أنت، فقال معاوية بن أبي سفيان، وقبضت على يد من على يساري، وقلت .. من أنت، قال .. عمرو بن العاص فعلت ذلك خشية أن يفطن بي.

<<  <  ج: ص:  >  >>