أولًا: عدم علم قيادة الجيش الإسلامي بهذه الكمائن وأماكنها ولو علمت بها لأبطلت فعالتها.
ثانيًا: قيام الكمائن بهجومها على المسلمين والظلام لا يزال سائدًا مع بزوغ الفجر حيث تعرض المسلمون لقصف شديد بالسهام، وللهجوم الصاعق بمختلف الأسلحة من كل ناحية فلم يتبينوا من أين يأتيهم الهجوم، فنفرت خيلهم من السهام، ولا شيء يؤذى الخيل ويفزعها مثل السهام، فانسحب أصحابها إلى الخلف وكانوا في المقدمة وهم ألف فارس، فتحول انسحابهم إلى هزيمة كبرى.
ثالثًا: كانت مواقع الكمائن تشرف على منحدرات وعرة وضيقة كثيرة التعاريج، غير صالحة لجولان الخيل التي كانت في مقدمة الجيش والتي كان تراجعها سببًا في إنزال الهزيمة بالجيش النبوي عند فجر يوم الثالث عشر من شوال عام ٨ للهجرة.
[كيف انهزم المسلمون بفعل الكمائن]
يدل سياق المؤرخين على أن قائد هوازن مالك بن عوف قد كان دقيقًا في توقعاته وتوقيته للهجوم الذي قرر أن تكون كمائنه هي البادئة به، وبحيث يكون هذا الهجوم أول هجوم تشنه قواته على الجيش النبوي.
فقد افترض هذا القائد وأدخل في حسابه (وهو يضع الخطة للمعركة) افترض -وضمن حسابات ومعادلات دقيقة- .. افترض وقدَّر (وكان افتراضه وتقديره في محلهما) أن الجيش النبوي سيمر بالأماكن التي وضع فيها الكمائن، عند عماية الصبح وقبل أن يغمر ضوء الصباح الأرض بنوره، فيستفيد مالك من الظلام وهو يشن بكمائنه الهجوم المباغت الصاعق على الجيش الإِسلامي، وقد يكون توقعه وافتراضه هذان بناهما على معلومات نقلها إليه جواسيسه عن سير تحركات الجيش النبوي.
المهم أن الأمور جاءت كما توقع القائد مالك. فعند بزوغ الفجر وقبل أن ينسخ ضياء الصبح ظلام الليل، وجدت مقدمة الجيش الإِسلامي نفسها (وكلها من الخيل) بين كمائن هوازن، فانقضت هذه الكمائن على مقدمة