ولهذا تَدَافع الصحابة نحو نبيهم، وأخذوا في إقامة سور بشري من أنفسهم لمواجهة ضربات المشركين الموجهة إلى الرسول (شخصيًّا).
وكان هدف الصحابة هذه المرة (في الدرجة الأولى) الحفاظ على حياة نبيهم الكريم التي أصبحت مهددة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب التي خاضها صلى الله عليه وسلم.
ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم (بعد الانتكاسة واضطراب المسلمين وتشتتهم) بقي منفردًا في مقر القيادة العامة مع نفر قليل جدًّا من أصحابه، ولذلك اغتنم المشركون القريبون منه الفرصة هذه، فقامت مجموعة من فرسانهم ومشاتهہم بهجمات خاطفة ركزوها على شخص الرسول الأعظم، للتخلص منه والقضاء عليه - مغتنمين انفرادہ وتفرّق عامة أصحابه عنه -.
[النبي الجريح]
وقد ثبت محمد بن عبد الله الهاشمي النبي القائد، لتلك الهجمات السريعة المتلاحقة ثبوت الرواسي، وقاتل المهاجمين بضراوة وشجاعة منقطعة النظير، يسانده (في ذلك) قلة من أصحابه الذين ثبتوا معه، والذين لم يفارقه بعضهم منذ بداية المعركة، ومنهم من سارع بالانضمام إليه ساعة الانتكاسة.
أثناء هذا الصراع الرهيب أُصيب الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - بجراحات كثيرة فقد تحطمت الخوذة (١) الحديدية التي كانت على رأسه نتيجة
(١) الخوذة (بفتح الخاء) ما يجعله المحارب على رأسه.