وبعد أن تأكد داهية الخندق (نعيم بن مسعود) من نجاح المرحلة الأولى من الخطة التي رسمها لنسف التحالف الوثني اليهودي، وتأكد لديه أن يهود بني قريظة قد انخدعوا بما قاله لهم، ولم يشكوا في أنه ناصح أمين لهم، توجه (فورًا) إلى القيادة المشتركة في معسكر الأحزاب أمام الخندق ليكمل المرحلة الأخيرة من الخطة التي رسمها لتفريق كلمة الأحزاب وإشاعة الفرقة والتخاصم بينهم وبين يهود بني قريظة.
ولما وصل نعيم إلى مقر القيادة المشتركة للأحزاب، طلب الاجتماع (أولًا وعلى انفراد) بالقائد العام لجيوش الأحزاب أبي سفيان وهيئة أركان حربه من القرشيين.
وحينما اجتمع بهم (وهم طبعًا لا يعلمون إسلامه) أخبرهم بأنه ما جاء إلا لأمر جلل، يتعلق بسلامتهم وسلامة جيوشهم، وأن حبه لهم وحرصه على سلامتهم وسمعة جيوشهم رأى أنه لزامًا عليه أن يخبرهم بأمر خطير علمه قبل حلفائهم يهود بني قريظة.
فقد قال لأبي سفيان وهيئة أركان حربه من القرشيين .. قد عرفتم ودّى لكم وعداوتي لمحمد ..
فلم ينكروا عليه هذا القول لأنهم كانوا يعرفونه مشركًا لا يدين بالإسلام، ومن وجوه الأحزاب الذين شاركوا في ضرب الحصار على المدينة ومناوشة المسلمين.
فلما رأى الثقة به بادية عليهم، نقل إليهم - كالناصح المخلص ما اعتزمت قريظة اليهود من طلب الرهائن منهم لتطمئن إلى أنهم لن يفكوا الحصار عن المدينة حتى يتم القضاء على المسلمين، وأضاف إلى هذا