وبعد أَن انتهت مشكله الحديبية بعقد الصلح التاريخيّ بين المسلمين وقريش، قفل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه راجعين إلى المدينة.
وقد سلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في عودته إلى المدينة نفس الطريق الذي سلكه في مجيئه إلى الحديبية، ما عدا الطريق الفرعي الذي اضطر إلى سلوكه عندما قرر تحاشي الصدام المسلَّح مع فرسان خالد بن الوليد.
فقد مرّ بمرّ الظهران (المسمّى اليوم: وادي فاطمة) ثم عُسفان حتى وصل المدينة سالكًا الطريق الرئيسي المعتاد وهو الطريق الغربي.
[المجاعة في طريق العودة]
وكان المسلمون - نتيجة طول احتباسهم بالحديبية - قد نفدت أَزوادهم، فلم يصلوا عسفان حتى فشت المجاعة بينهم، وكانوا ألفًا وأَربعمائة.
فشكوا حالهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الذي هم عليه من الجوع، وكان معهم ظهر (أَي جمال للركوب والنقل) فاستأْذنوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نحرها ليدفعوا بلحمها الجوع فأَذن لهم.
[النبي يعمل بمشورة ابن الخطاب]
وقد بلغ عمر بن الخطاب إذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحر ظهر القوم، فجاءَ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله لا تفعل، فإن يك في الناس بقيّة ظَهْر يكن أَمثلَ، ولكن ادعهم بأَزوادهم ثم ادع الله فيها.