للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جد اليهود في مطاردة الفدائيين بغية قتلهم أَو اعتقالهم فانتشر منهم ثلاثة آلاف يفتشون عن الفدائيين قبل طلوع الفجر ولكن دون جدوى، فبالرغم من أَن اليهود كانوا سريعين جدًّا في القيام بعمليات التفتيش، وبالرغم من أَن قوات اليهود كانت تقوم بهذا التفتيش، والفدائيين لمَّا يزالوا داخل خيبر، إلا أَن هذه القوات عجزت عن أَن تعثر على واحد منهم.

قال ابن سعد -يصف مطاردة اليهود الفدائيين الخمسة: وصاحت امرأَته فتصايح أَهل الدار واختبأَ القوم في بعض مناهر خيبر. وخرج الحارث أَبو زينب (١) في ثلاثة آلاف في آثارهم يطلبونهم بالنيران (أَي بالمشاعل في ظلام الليل) فلم يروهم، فرجعوا ومكث القوم (أَي الفدائيون) في مكانهم يومين حتى سكن الطلب ثم خرجوا مقبلين إلى المدينة (٢).

-١٩ -

مقتل ملك اليهود الثاني في خيبر .. أَسيد بن زارم شوال سنة ست للهجرة

وبعد أَن لقى ملك خيبر الثاني (أَبو رافع) مصرعة على أَيدي الفدائيين في شهر رمضان من السنة السادسة للهجرة .. قامت يهود بتنصيب (أُسيد بن زارم) ملكًا على خيبر خلفًا لأَبي رافع.


(١) الحارث أبو زينب هذا فارس يهودي شجاع مشهور، كان أحد الفرسان، الذين قتلوا مبارزة أمام حصن مرحب. انظر كتابنا السادس (غزوة خيبر).
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>