للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجدُّ أُسَير, كسلفه أَبي رافع في مواصلة السعي لشن حملة أَحزاب جديدة على المسلمين في المدينة.

فلدي تنصيبه جمع سادات اليهود في خيبر وأَبلغهم بأَن لديه خطة لغزو المسلمين، لم يسبقه إليها أَحد من ملوك خيبر.

فقد قال لزعماء اليهود في خيبر: إني صانع بمحمد ما لم يصنعه أَصحابي.

فقالوا له: وما عسيت أَن تصنع؟

قال: أَسير في غَطفان فأَجمعهم بنفسي لحزبه.

فوافقوه قائلين: نعم ما رأَيت (١).

وفعلًا، غادر (أُسير بن زارم) خيبر لتنفيذ خطته العدوانية ضد المسلمين، فذهب إلى مناطق القبائل النجدية (غطفان وغيرها من القبائل المحيطة بالمدينة) وصار يتنقَّل بين مضارب البدو. ومخيمات العشائر الوثنية يحرِّضها على حرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويجمعها لغزو المدينة.

وكان كسلفه (حيي بن أَخطب وسلَّام بن أَبي الحقيق) يستخدم المال الرشوة زعماءِ العشائر الوثنية أي ليحشدوا له أَكبر عدد ممكن من الرجال لحرب النبي - صلى الله عليه وسلم - ... تمامًا كما فعل حُييُّ بن أَخطب وباقي زعماء خيبر عندما سعوا بين أَعراب نجد وعشائر الحجاز فجمعوا تلك الجيوش الجرارة التي جاءُوا يقودونها في شهر شوال من السنة الرابعة للهجرة فأُندحروا ذلك الاندحار الشنيع كما هو مفصل في كتابنا (غزوة الأحزاب) وهو الكتاب الثالث من سلسلة (معارك الإِسلام الفاصلة).


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٠٦ ومغازي الواقدي ج ٢ ص ٥٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>