للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له ريحًا فلم يشرب منه، ولكنه غسل به عن وجهه الدم الذي سال عليه نتيجة الجراح التي أصابته ساعة هجوم المشركين عليه وهو منفرد، وصب على رأسه وهو يقول: (اشتد غضب الله على من دمّى وجه نبيه (١) وعندما لم يستسغ الرسول شرب الماء الذي جاء به علي بن أبي طالب، ذهب محمد بن مسلمة الأنصاري (٢) إلى مكان آخر للماء فجاء بماء عذب فشرب منه النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعا لابن مسلمة بخير (٣). ويظهر أن محمد بن مسلمة طلب الماء للرسول وجاءه به بعد أن استقر في مكانه من الجبل بعد الانسحاب.

[آخر هجوم يقوم به المشركون]

وبعد أن تمركز المسلمون في هضاب جبل أحد حاول المشركون القيام بالهجوم عليهم عدة مرات، ولكن جميع هذه المحاولات ذهبت أدراج الرياح، فقد شن المسلمون (وهم في معتصمهم بالجبل) هجمات مضادة على المشركين ردوهم بها على أعقابهم مما جعلهم يفقدون الأمل في النيل من المسلمين من جديد.

وكانت آخر محاولة قام بها جيش مكة لضرب المسلمين في مواقعهم في الجبل هي تلك المحاولة التي قامت بها كتيبة من فرسان مكة. اقتحمت الجبل (ناحية الرسول) بقيادة القائد العام أبي سفيان وخالد بن الوليد بغية ضرب المسلمين في مقرهم الرئيسي حيث عسكر الرسول - صلى الله عليه وسلم -.


(١) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٨٥.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٠.
(٣) محمد بن مسلمة هذا تقدمت ترجمته فيما مضى من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>