وقد نفذ (باذان) أمر كسرى أول الأمر. فبعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلين من خاصته. ليطلبا منه الحضور إلى اليمن. ليبعث به ملكها إلى كسرى.
غير أن رسولى (باذان) عادا إليه من المدينة بأخبار وانطباعات عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - جعلت (باذان) - وكان أكبر عقلا وأبعد نظرا من كسرى - يدخل في الإِسلام هو وجميع الذين يقعون تحت سلطانه في اليمن وذلك بعد أن ثار شيرويه على أبيه كسرى فقتله.
فقد جاء في أمهات التاريخ أن كسرى (أبرويز) كتب إلى باذان ... أن ابعث إلى هذا الرجل بالحجاز رجلين من عندك جَلدين، فليأتيانى به.
فبعث باذان قهرمانه وهو بابويه - وكان كاتبًا حاسبًا بكتاب فارس - وبعث معه رجلا من الفرس يقال له .. خُرّحِسْره، وكتب معهما كتابًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، يأمره فيه أن ينصرف معهما إلى كسرى. إلا أنّ (باذان) لما يريد الله به من هداية. قال لبابويه: ائت هذا الرجل (يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -) وكلّمه وأتنى بخبره.
[استبشار المشركين وفرحهم بتهديد كسرى للنبي - صلى الله عليه وسلم -.]
فخرج رسولا (باذان) حتى قدما الطائف، فوجدا رجالا من قريش بنخب من أرض الطائف فسألاهم عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقالوا هو بالمدينة. واستبشروا بهما وفرحوا، وقال بعضهم لبعض: أبشروا قد نصب له كسرى ملك الملوك، كُفيتم الرجل. أي أن الملك كسرى سيتولى القضاء بنفسه على النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعوته.
[النبي يخبر رسولى باذان بقتل شرويه لأبيه كسرى]
فخرجا حتى قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمه بابويه فقال: إنَّ شاهانشاه (ملك الملوك كسرى) قد كتب إلى الملك باذان. يأمره، أن يبعث إليك من يأتيه بك، وقد بعثنى إليك لتنطلق معى، فإن فعلت كتب