للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله حرم هذا البلد (أي مكة) يوم خلق السموات والأرض وصاغه يوم صاغ الشمس والقمر وما حياله من السماء حرام، وإنه لا يحل لأحد قبلي وإنما حل لي ساعة من نهار ثم عاد كما كان (١). قيل: هذا خالد يقتل؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "قم يا فلان فأت خالد بن الوليد فقل له فليرفع يديه من القتل" فأتاه الرجل فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول، اقتل من قدرت عليه فقتل سبعين إنسانًا، فأتى النبي فذكر ذلك له، فأرسل إلى خالد فقال: ألم أنهك عن القتل؟ فقال جاءنى فلأن، فأمرنى أن أقتل من قدرت عليه، فأرسل إليه: (ألم آمرك)؟ قال: أردت (يا رسول الله) أمرًا وأراد الله أمرًا، فكان أمر الله فوق أمرك وما استطعت إلّا الذي كان، فسكت عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ما رد عليه شيئًا (٢).

[النبي يستجوب خالد بن الوليد]

وفي بعض المصادر أن رجلًا من قريش جاء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - محتجًا على تصرف خالد - فقال: يا رسول الله هلكت قريش، لا قريش بعد اليوم، قال: ولم؟ قال: هذا خالد بن الوليد لا يلقى أحدًا من الناس إلّا قتله، فاستدعى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالدًا واستجوبه قائلًا موجهًا اللوم عليه: لم قاتلت وقد نهيت عن القتال؟ قال: هم يا رسول الله بدأونا بالقتال، ورمونا بالنبل ووضعوا فينا السلاح، وقد كففت ما استطعت ودعوتهم إلى الإسلام فأبوا حتى إذا لم أجد بدًا من أن أقاتلهم، فظفرنا الله بهم، فهربوا من كل وجه (٣).

[قصة ابن حماس الديلى الطريفة]

وكان رجل من بني الديل، يقال له حماس بن قيس بن خالد الديلى،


(١) وقد فسر ابن برهان الدين بأن هذه الساعة إلى أحل فيها الله القتال لبنى خزاعة على بني بكر المشركين الذين غدروا بهم وتسببوا في غزو مكة فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر إلى صلاة العصر. وهي الساعة التي أحلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - اهـ السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٠٩.
(٢) البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٩٧.
(٣) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>