للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[دقة موقف المسلمين]

لقد كان كل شيء مادى يوحى (على نحو ساحق) بأن الغلبة ستكون للأحزاب على المسلمين وأن نهايتهم في (حساب التقدير العسكري المجرد) أمر مفروغ منه، وذلك للأسباب الآتية:

١ - قوة العدو الساحقة المتفوقة في كل شيء مادي:

فقد أطبقت على المدينة عشرة آلاف مقاتل من العرب القرشيين والغطفانيين، مجهزين أحسن تجهيز، وكلهم غيظ وحنق على المسلمين يساند هذه القوات العسكرية الضخمة رأس المال اليهودى الطاغى ويخطط لها الفكر الإسرائيلى الماكر الخبيث.

يقابل كل هذه القوات الضخمة في الجانب الآخر (المسلمين) ألف مقاتل فقط هم دون هذه القوة في كل شيء مادى سوى الإيمان.

٢ - نقض اليهود للعهد:

- وبالإضافة إلى الخطر المدمر الذي وقف جيش الإسلام بأكمله لمواجهته، والمتمثل في هذه الحشود القرشية والنجدية الهائلة، تعرض هذا الجيش لوجة مزلزلة مخيفة وهي غدر يهود بنى قريظة، بنقضهم العهد وانضمامهم (وهم وراء خطوط جيش الإسلام) إلى الغزاة في تلك الساعات الرهيبة الحاسمة.

فقد كانت هناك معاهدة دفاع مشترك بين المسلمين ويهود بنى قريظة كان المفروض أن يكون اليهود (بموجبها) جزءًا من الجيش المدافع عن المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>