للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أبطال أحد، أم الصفوة المختارة من صحابة محمد - صلى الله عليه وسلم -، الذين ثبتوا معه في معركة الأحزاب.

[الابتلاء والإختبار]

ثم يعقب القرآن الكريم على تلك المشاهد المختلفة والصور المتباينة التي واكبت معركة الأحزاب بأن ما شاهده الناس من أهوال وكروب ومحن إنما هو للإبتلاء والإختبار، لكي يظهر الصادق على حقيقته (كما هو) فينال جزاءه الطيب عند الله، ويتبين المنافق الكاذب ويظهر أمام الناس (كما هو)، لكي ينال ما يستحق من عذاب ونكال، فقال تعالى معقبًا على ذكر تلك الأحداث:

{لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}.

ثم يختم الحديث عن هذا الحدث الضخم الرهيب (غزوة الأحزاب) بأن الله دائمًا مع المؤمنين الصادقين الصابرين لا يسلمهم لعدوهم ولا يمكنه منهم (ما داموا على صلة وثيقة بالله وعلى يقين بصدق وعده) بل ينصرهم على هذا العدو مهما كانت قوته وجبروته، كما حدث للنبي في غزوة الأحزاب المزلزلة هذه، فقال تعالى:

{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال وَكَانَ اللَّهُ قَويًّا عَزِيزًا}.

كما تحدث القرآن الكريم عن تكاسل المنافقين وأعمالهم التخريبية أثناء حفر الخندق، وكيف أنهم كانوا، يتركون العمل في الخندق دونما

<<  <  ج: ص:  >  >>