للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يومها بين أبي سفيان وخالد، وطلب من أبي سفيان أن يدع خالدًا وشأنه، قائلًا له ما معناه: إننى أخشى أو أتوقع أن لا يأتي العام القادم إلا وقد دخلنا فيما دخل فيه خالد.

إلا أن عكرمة "مع ذلك" غلبت عليه يوم الفتح عصبية الجاهلية المترسبة في نفسه، فلم يوافق أبا سفيان على اتفاقية تسليم مكة للجيش النبوي بدون قتال، فقاد مجموعة من القرشيين قاوم بها قطعات خالد بن الوليد في الخندمة جنوبي مكة هو وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو فهزموا في الحال.

[فرار عكرمة إلى اليمن]

وكان عكرمة من القادة المطلوبين الذين "قبل دخول مكة" أهدر الرسول - صلى الله عليه وسلم - دماءهم وأمر بقتلهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة لجرائم استحقوا بها القتل. لذلك لم تكد جيوش الإسلام تستولى على مكة حتى ركب عكرمة وغادر مكة هاربًا نحو الغرب في اتجاه جدة يريد اليمن "عن طريق البحر" خوفًا من القتل، وقد وصل جدة ووجد سفينة على وشك الإبحار من جدة إلى اليمن، فركبها، وبينما كانت السفينة على وشك أن تبحر بعكرمة إلى اليمن، إذا بزوجته الوفية أم حكيم (١) تصل إلى ميناء جدة وتطلب منه العدول عن الهرب، وتبلغه بأنه في إمكانه أن يعود إلى مكة آمنا.

[أم حكيم تحصل لزوجها عكرمة على الأمان من رسول الله]

وكانت أم حكيم - وهي امرأة عاقلة - قد أسلمت يوم الفتح مع هند بنت عتبة، وطلبت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتفضل فيعفو عن زوجها عكرمة، ويمنحه الأمان، ويلغى الأمر الصادر بإعدامه. فقد قالت: يا رسول الله، قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله، فأمنه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هو آمن (٢).


(١) انظر ترجمة أم حكيم هذه في كتابنا (غزوة أحد).
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>