للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرسول يأمر بإتلاف بساتين ثقيف ثم يعدل عن ذلك]

لقد بذل المسلمون مجهودات كبيرة واتبعوا وسائل شتى لاختصار متاعب الحرب باقتحام أسوار الطائف وفتح قلاعها. فقذفوها بالآلات الراجمة بالحجارة الضخمة وبالنيران، كما زحف الفدائيون منهم في حماية الدبابات لنقب الأسوار وفتح ثغرات فيها يدخل منها جند الإِسلام، ولكنهم لم ينجحوا, وظلت قلاع الطائف صامدة في وجه المسلمين. لا يخرج منهم أحد من الحصن، بل يكتفون بقذف المسلمين المحاصرين بمختلف المقذوفات من سهام ومعابل ونيران لإِحراق ما يستخدمه المسلمون من سلاح ثقيل للهجوم على الأسوار كما فعلوا حين صبوا نيرانهم على الدبابات التي استخدمها الفدائيون المسلمون للهجوم على أسوار الحصن فأحرقوها وجرحوا بعض العناصر من الفدائيين.

ويذكر بعض المؤرخين أن الرسول لما استعصى عليهم حصن الطائف أمر بإتلاف مزروعات ثقيف بغية إزعاجهم وإجبارهم على الخروج من قلاعهم. ولكن ثقيفا ناشدوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - الله والرحم أن لا يفعل فعدل عن إتلاف مزروعاتهم، وبعضهم يذكر أنه أتلف بعض مزروعات ثقيف ثم أمر بإيقاف الإتلاف.

فقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية. أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما طال الحصار. وقتل عدة من أصحابه. أمر بقطع أعناب ثقيف فوقع الناس فيها يقطعون (١).

وذكر بعض المؤرخين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أمر بقطع مزروعات ثقيف نادى عمر بن الخطاب سفيان بن عبد الله الثقفي: والله لنقطعن أبا عيالك، فقال سفيان: إذا لا تذهبون بالماء والتراب، فلما رأى نادى سفيان: يا محمَّد، لم تقطع أموالنا؟ إما أن تأخذها إن ظهرت علينا، وإما أن تدعها لله وللرحم (٢)، كما زعمت، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فإني أدعها لله وللرحم.


(١) السيرة الحلبية.
(٢) قال في المواهب اللدنية: أي للرحم التي بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلك أن أمه آمنة، أُمها برة بنت عبد العزى بن قصى، وأم برة هذه أم حبيب بنت أسعد، وأمها برة بنت عوف، وأمها قلابة بنت =

<<  <  ج: ص:  >  >>