للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشاة أخ لي فقال: اللهم بارك في صفقته. قال عبد الله. . فما بعت شيئًا ولا اشتريت إلا بورك فيه.

[أولاد جعفر الصغار]

وفي حديث رواه الإِمام أحمد عن عبد الله بن جعفر. أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمهل آل جعفر ثلاثًا أن يأتيهم، ثمَّ أتاهم فقال: لا تبكوا على أخي بعد اليوم، ادعوا لي أبناء أخي. . فجئ بنا كأننا أفرخ (تعبيرا عن شدة صغرهم) فقال: ادعوا لي الحلاق. فجئ بالحلاق فحلق رؤوسنا. ثمَّ قال: أما محمَّد فشبيه عمنا أبي طالب. وأما عبد الله فشبيه خلقى وخلقى، ثمَّ أخذ بيدى فأشالها وقال: (اللهم اخلف جعفرا في أهله، وبارك في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه) قالها ثلاث مرات. قال فجاءت أمنا فذكرت يتمنا وجعلت تفرح (١) له فقال "العَيلة تخافين عليهم وأنا وليّهم في الدنيا والآخرة" وروى هذا الحديث النسائي في السير وروى بعضه أبو داود (٢).

[فضل أمراء معركة مؤتة الثلاثة]

لقد كان الأمراء الذين استشهدوا في معركة مؤتة. من أبرز وأشرف وجوه أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -. . اثنان منهم من المهاجرين. وهما جعفر بن أبي طالب. وزيد بن حارثة وواحد من الأنصار وهو عبد الله بن رواحة. وكلهم من السابقين الأولين في الإِسلام.

أما زيد بن حارثة فقد كان يسمى. . (حبّ رسول الله) ويكفيه فضلا وفخرا. أنَّه نشأ وتلقى تربيته منذ الطفولة في أحضان النبوة. حيث كان


(١) تفرح. قال في النهاية تفسيرًا لهذا الخبر: فهو من أفرحه إذا غمه وزال عنه الفرح. ثمَّ قال: وإن كان بالجيم فهو من المفرج الذي لا عشيرة له، حتى قال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: أتخافين العيلة وأنا وليهم؟
(٢) انظر مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٦٦ - ٧٦٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٥١ - ٢٥٢ والإِصابة في تمييز أسماء الصحابة ج ١ ص ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>