ولذلك فإن النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - لم يكد يتلقى التقرير من رجال استخباراته عن هذه الحشود التي يقوم بها عيينة بن حصن الفزاري. حتى استدعى وزيريه أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وبحث معهما هذه التطورات الخطيرة. وأبلغهما ما تلقى من معلومات عن التحشدات هذه. فأشارا عليه بأن يسارع إلى إرسال قوة كبيرة تداهم هؤلاء الأعراب وتضربهم مكان تجمعهم قبل أن يبدأوا تحركاتهم نحو المدينة.
فعمل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمشورة وزيريه وصاحبيه. فاستدعى القائد المشهور بشير بن سعد كلفه بأن يتولى الإغارة على أولئك الأعراب في ديارهم. قبل أن يكملوا تجهيزاتهم.
ثم جهز الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار. أعطى قيادتهم بشير بن سعد الذي عقد له الرسول - صلى الله عليه وسلم - لواءًا، فتحرك بشير بهذه القوات الكثيفة واتجه بها صوب الجناب في نجد ليباغت الأعداء في ديارهم وبين مضاربهم قبل أن يتمكنوا من التحرك نحو المدينة.
وتلك. دائما عادته - صلى الله عليه وسلم -. يسارع بنقل المعركة (وعلى جناح السرعة وبسرية تامة) إلى ديار أي عدو يفكر في الإغارة على المدينة.
وعامل المباغتة في العمليات الحربية. دائما وفي كل زمان ومكان .. يكون من أهم عوامل الفوز والنصر وتحقيق الأهداف التي ترسم الخطط الحربية في أجل تحقيقها.
ولكي تنجح خطة المباغتة. ويتمكن قائد الحملة من تشتيت المحتشدين الأعداء بسهولة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - القائد بشير بن سعد. بأن يسير برجاله الليل ويكمن النهار. لئلا يعلم أحد بتحركاتهم حتى يدهموا العدو ويأخذوه على حين غرة.
ونفذ القائد بشير أوامر النبي القائد - صلى الله عليه وسلم -. فاتجه برجاله صوب الشرق. وصار يكمن النهار ويسير الليل. وكان دليل الجيش إلى ديار غطفان وفزارة. حسيل