للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسعد قد قدَّر الوقف تقدير من شاهد كروبه ومآزقه وعرف النُّذرُ المستطيرة التي تراءَت في الأُفق فأوشكت أَن تطيح بالعصبة المؤمنة، لولا عناية الله التي أَثارت الريح.

ولقد همَّ أصحابه يزيِّنون له الإحسان في مواليه ويجنحون به إلى السلام والفداءِ، فماذا فعل عند ذالك؟ .

لقد حكم (سعد) بأَن تقتل الرجال وتقسم الأَموال وتسبى الذرارى والنساء وأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بتنفيذ الحكم.

ولاقى اليهود أسوأَ مصير على أفظع خيانة تُوَجه إلى مُعاهد مسالم (١) يأمن حلفاؤه، فيأْتيه الروع من مأْمنه الحصين.

[التقول على الإسلام]

ثم يقول الأُستاذ رجب البيوي: وقد كانت صرامة هذه العقوبة عاة للتقول على الإسلام دون عدالة وإنصاف، فالمسلمون لم يتجنَّوا على بني قريظة باستئصالهم المبيد، لأنَّهم متَّهمون بالخيانة العظمى، وقد ثبتت إدانتهم ثبوتًا قامت دلائله وفدحت نتائجه، وهذه الخيانة الخطيرة ليس لها في جميع الشرائع غير الإعدام السريع.


(١) بل إلى مواطن آمن كان ينتظر النصر من هؤلاء اليهھود الذين كانوا (يوم ذاك) جزءًا من الوطن الذي خانوه ومن الأمة التي غدروا بها، لأن هؤلاء اليهود كانوا (أمة مع المسلمين) بموجب المعاهدة المعقودة بين الفريقين، كما فصلنا ذلك فيما مضى من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>