وقد شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - عملية تنفيذ حكم الإعدام في يهود بني قريظة الذين أبى الله إلا أن يَصِلُوا (هم) إلى النهاية المرعبة التي أرادوا الوصول بالمسلمين إليها.
قال ابن إسحاق -يصف شهود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عملية إعدام هؤلاء اليهود. ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سوق المدينة فخندق بها خنادق، ثم بعث إليهم -أَي بني قريظة - فضرب أَعناقهم في تلك الخنادق، يخرج بهم إليه أَرسالًا (أي جماعة بعد جماعة).
وكان على رأس الذين نُفذ فيهم حكم الإعدام من هؤلاءِ اليهود، كبير مجرميهم ورأس الفتنة والشر حُيَيّ بن أَخطب (١) سيد بني النضير الذي حزَّب الأَحزاب وجمع جيوشها لغزو المدينة، وحمل بني قريظة على نكث العهد، وشجّعهم على تسديد تلك الضربة الغادرة المخيفة للجيش الإسلامي من الخلف في تلك الساعات الدقيقة.
فقد قاد هذا المجرم الخبيث (حُيَيّ بن أَخطب) عملُه السيئ إلى مصرعه، حيث شاءَ الله أَن يكون هذا اليهودى الشيطان - ساعة ضرب الحصار على بني قريظة - بينهم في الحصون.
فاستسلم حُيَيّ للمسلمين ضمن بني قريظة، فتمَّ إعدامه معهم يوم أُعدموا.
وذلك أن هذا اليهودى الشرير - عندما جاءَ لإقناع بني قريظة بضرورة نقض العهد والغدر بالمسلمين - قد تعهّد لسيد بني قريظة
(١) انظر تفاصيل قصة حمل حيى بن أخطب بني قريظة وإغرائهم بالغدر بالمسلمين في "غزوة الأحزاب".