للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اختلف المؤرخون في عدد اليهود الدين تم إعدامهم، فالبعض يقول: إنهم ما بين ستمائة إلى سبعمائة، والبعض الآخر يقول: إنهم ما بين الثمانمائة إلى التسعمائة (١).

ولقد أُعدِم هؤلاء اليهود في ليلة واحدة، وقد جرت عملية الإعدام على ضوء مشاعل سعف النخل (٢)

وكان الذي تولى عملية قتل هؤلاء اليهود الخونة، هو علي بن أبي طالب والزبير بن العوّام (٣).

ويقول بعض المؤرخين إن زعماء الأوْس (حلفاء بني قريظة) قد طلبوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أَن يشترك رجال من الأوْس في عملية إعدام حلفائهم اليهود، لأن بعض منافسيهم من الخزرج اتهموهم بأنهم قد كرهوا قتل هؤلاء اليهود لأنهم حلفاؤهم، فأراد الأوس بهذا الاشتراك نفى هذه التهمة.

قال في الإمتاع: وجاء سعد بن عبادة والحُباب بن المنذر (٣) -وهم من الخزرج- فقالا: يا رسول الله، إن الأوس كرهت قتل بني قريظة لمكان حلْفهم.

فقال سعد بن معاذ (سيد الأوْس) .. ما كرهه أَحد من الأوْس فيه خير، فمن كرهه، فلا أرضاه الله. فقام أُسَيد بن حضير (٣) -هو من سادات الأَوْس- فقال: يا رسول ألله لا تبقى دار من دُور الأنصار إلَّا فرقتهم فيها، ففرقَّهم فقتلوهم.


(١) سمط النجوم العوالي ج ٢ ص ١٣٨.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٢٠.
(٣) تقدمت ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>