للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تأثير الجراح على قوة الرسول]

ويظهر أن الجراحة التي أصيب بها النبي - صلى الله عليه وسلم - أثناء صراعه مع المشركين بعد النكسة، قد أثرت عليه وأن هذه الجراح قد سببت له ضعفًا في قوته الجسمية.

ودليل ذلك أنه عندما أراد ارتقاء الصخرة لم يستطع إلا بعد أن جلس تحته طلحة بن عبيد الله، الذي نهض به حتى استوى عليها.

قال ابن إسحاق، ونهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصخرة من الجبل ليعلوها - وكان قد بدّن - (١) وظاهر بين درعين (٢) فلما ذهب لينهض لم يستطع فجلس تحته طلحة بن عبيد الله حتى استوى عليها (٣).

فكان ثواب طلحة على هذا العمل الجليل الجنة، فقد روى ابن إسحاق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "بعد أن حمله طلحة إلى الصخرة": أوجب طلحة (أي وجبت له الجنة).

كما أن نهوض طلحة بالنبي كان بركة عليه، إذ تسبب ذلك في علاج إحدى رجلي طلحة من العرج الذي أصابها أثناء دفاعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد النكسة، وذلك أن طلحة عندما حمل النبي - صلى الله عليه وسلم -، تكلف استقامة المشي لئلا يشق على النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستوت رجله العرجاء لهذا التكلف فشفي من العرج، ويظهر أن سبب العرج الذي أصاب طلحة انفراط في الورك، وهذا


(١) بدن (بتشديد الدال) أي ضعف وأسن.
(٢) ظاهر بين درعين، لبس درعًا فوق درع.
(٣) السيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ص ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>