للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مخالفة اليهود لنصوص المعاهدة]

ولكن هذه الفئة من اليهود وعلى رأسها المرابي الكبير , كعب بن الأَشرف النبهانى (١) قد خالفت نصوص هذه المعاهدة وأعلنت سخطها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجاهرت بعدائها له وأَظهرت تأَلمها للهزيمة التي حاقت بالمشركين في بدر.

وأخذ هؤلاء اليهود يحرضون المشركين (وخاصة أهل مكة) على الفتك بالنبي والقضاء على دعوته، ويقدمون لهم كل مساعدة ممكنة، ويدلونهم عل عورات المسلمين، ناكثين بذلك كل العهود والمواثيق التي أعطوها لمحمد - صلى الله عليه وسلم - على أَنفسهم.

وهكذا أَفقد النصر الذي أَحرزه المسلمون اليهود صوابهم، فاشتد حقدهم على الإسلام، مما ضاعف نشاطهم ضده وضہد حامل دعوته، واكتشف المسلمون عدة مؤامرات دبرها اليهود بغية القضاء عليهم وعلي نبيهم.

وظل المسلمون (بالرغم من هذا) ضابطين لأعصابهم حتى تفاقم الأَمر، واتسعت شقة الخلاف بين الفريقين، ولم تنته الحرب الباردة بين الفريقين إلا بتلك الأَحداث الدامية الخطيرة التي جاءت نتيجة للحماقات المتكررة التي كان اليهود يرتكبونها ضد الإِسلام والمسلمين، والتي كانت ثمارها إبادة فريق منهم ونفي الفريق الآخر من المدينة


(١) هو كعب بن الأشرف الطائي من بني نيهان كانت أمه من بني النضير. شاعر جاهلي: دان باليهودية، وكان سيدًا في أخواله، يقيم في حصن له قريب من المدينة، ما زالت بقاياه إلى اليوم، قتل سنة ثلاث من الهجرة خارج حصنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>