للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى يقال إن إعدامهم على تلك الصورة الجماعية وحشية وقسوة تتنافي وروح القرن العشرين، بل هم قوم مواطنون ارتكبوا (ضد أُمتهم ووطنهم) الخيانة العظمى وعلى درجة لم يصل إليها أحد قبلهم ولا بعدهم في البشاعة والفظاعة والدناءة هذا من جهة.

[لكل دولة قانونها الخاص]

ومن جهة أُخرى، فإن المتعارف عليه (دوليًا في كل عصر وزمان) هو أن لكل أُمة ودولة قانونها الخاص الذي تسير على نهجه في سلمها وحربها.

ودولة الإسلام (يوم نازل العقاب ببني قريظة) كأن لها قانونها الثابت الذي تنطبق نصوصه على كل مواطنيها: مسلمين وغير مسلمين، كما هو معروف بالتواتر لدي جميع المفكرين.

وقانون الإسلام (كما هو في الدستور الأعلى: القرآن يجعل مصير أسرى الحرب إلى الإمام (وهو الحاكم والقائد الأعلى للجيش ليتصرّف فيهم وفق مصلحة الأمة والدولة والدين (١).

وعلى ضوء هذا الحق الذي أعطاه القانون الإسلامي (في حالة الحرب) لرئيس الدولة والقائد الأعلى للجيش، فإن يهود بني قريظة حتى لو كانوا أسرى حرب بالمعنى المتعارف عليه، وأمر القائد


(١) انظر كتاب المغني لابن قدامة ج ٨ ص ٣٧٢، وانظر كذلك المحل لابن حزم ج ٧ ص ٢٩١ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>