وذلك انه التقى به في قلب المعركة، فحمل عليه حنظلة، وبعد أن عقر فرس أبي سفيان وقع أبو سفيان على الأرض فعلاه حنظله ليذبحه بسيفه، ولكن أحد مرافقي أبي سفيان من هيئة أركان حربه (وهو شداد بن الأسود الملقب بابن شعوب) سارع لإنقاذ أبي سفيان وضرب حنظلة بالسيف فقتله وهو بارك على صدر القائد العام.
قال ابن إسحاق: والتقى حنظلة بن أبي عامر هو وأبو سفيان صخر بن حرب فعقر فرس أبي سفيان فوقع أبو سفيان على الأرض فلما علاه حنظلة رآه شداد بن الأسود وهو الذي يقال له ابن شعوب فضربه شداد فقتله ..
[غسيل الملائكة]
قال ابن كثير، وحنظلة هذا هو غسيل الملائكة المشهور، وذلك أنه رضي الله عنه استشهد وهو جنب، فغسلته الملائكة فقد كانت معركة أُحد صبيحة زفافه، فعندما سمع داعي الجهاد ترك عروسه على عجل وحمل سلاحه فالتحق برسول الله قبل أن يغتسل من الجنابة.
فقد ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بعد أن استشهد حنظلة البطل): "أن صاحبكم (يعني حنظلة) لتغسله الملائكة فاسألوا أهله ما شأنه"؟ .
فسئلت زوجته (قال الواقدي وهي جميلة بنت أبي بن سلول) وكانت عروسًا عليه تلك الليلة، فقالت: خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة (يعني صيحة الجهاد) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك غسلته الملائكة.