للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قريش حتى تطأ أرضنا، قالوا: ولما اشتدت على قزمان جراحه مات منتحرًا، حيث أخذ سهمًا من كنانته فقطع به رواهشه (١) فنزف منه الدم حتى مات.

[أشهد أنك رسول الله]

ولما مات قزمان الشجاع على هذه الصورة جاء رجل إلي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال أشهد أنك رسول الله، فقال وما ذاك؟ ؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفًا أنه من أصحاب النار فعل كذا وكذا (عند موته) وذكر قصة قزمان.

وقد حدثت مثل حادثة قزمان هذا حادثة لرجل آخر يوم خيبر، قاتل في جانب المسلمين حتى قتل، ولكن قتاله لم يكن على الإسلام وإنما كان قتالًا وطنيًا قوميًا مجردًا (كقتال قزمان المنافق) وعندها أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا فنادى في الناس: "إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وأن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"، روى هذه الحادثة أحمد في مسنده عن أبي هريرة.

وفي مثل هؤلاء القوميين غير الدينيين، سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله، فقال من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله (٢).


= فهل تظن أن مصير هؤلاء عند الله أحسن من مصير قزمان؟ .
(١) الرواهش عروق باطن الذراع ومنها الشريان.
(٢) السيرة الحلبية ٢ ص ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>