للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا، لكل حي من أحياء العرب صنم قد شد إبليس أقدامها بالرصاص فجاء صلى الله عليه وسلم ومعه قضيب فجعل يهوى به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه. وفي رواية فأقبل صلى الله عليه وسلم إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت وفي يده قوس فأتى - صلى الله عليه وسلم - في طوافه على صنم إلى جنب البيت أي من جهة بابه يعبدونه وهو هُبل وكان أعظم الأصنام، فجعل يطعن بها في عينيه ويقول .. "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا" - ثم أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهُبَل فكسر .. وكان أبو سفيان بن حرب حاضرًا، فقال له الزبير بن العوام، قد كسر هُبَل أما إنك قد كنت في يوم أحد في غرور حين تزعم أنه قد أنعم، فقال أبو سفيان .. دع هذا عنك يابن العوام، فقد أرى لو كان مع إله محمد - صلى الله عليه وسلم - غيره لكان غير ما كان (١).

[محو الصور في الكعبة]

وفي صحيح البخاري. أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة أبي أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وفي أيديهما الأزلام، فقال - صلى الله عليه وسلم - .. "قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط".

وفي مسند الإمام أحمد عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخل البيت "يوم الفتح" وجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم فقال .. "أما هم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة، هذا إبراهيم مصورًا فما باله يستقسم؟ ". وقد رواه البخاري والنسائي من حديث ابن وهب (٢).

[الرسول يصلي في الكعبة]

في إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أزال كل معالم الوثنية بتكسير الأصنام ومحو الصور صلى في جوف الكعبة وهذه هي أول مرة يصلى فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في جوف الكعبة.


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣١٠.
(٢) البداية والنهاية ج ٤ ص ٣٠٢ - ٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>