للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جيشه على مكة استيلاء كاملًا، أنهى الوجود الوثنى وأزال كل معالم الشرك في هذه المدينة المقدسة مكة. وذلك بتحطيم جميع الأصنام والأوثان التي كانت موجودة خارج الكعبة، وطمس الصور التي كانت داخلها.

فقد ذكر المؤرخون أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حطم يوم الفتح ثلاثمائة وستين صنمًا كانت منصوبة حول البيت مشدودة بالرصاص. وفي مقدمة هذه الأصنام هُبل صنمهم الأكبر (١). كما أنه أمر بمحو جميع الصور التي كان المشركون قد رسموها داخل الكعبة، ومن بين الصور صورة تمثل أبي الأنبياء إبراهيم والعذراء مريم بنت عمران. ولم يدخل الرسول - صلى الله عليه وسلم - الكعبة إلا بعد أن أزيلت منها جميع الصور. أزالها عمر بن الخطاب.

قال البخاري: حدثنا صدقة بن الفضل حدثنا ابن عيينة عن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود، قال .. دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب فجعل يطعنها بعود ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد".

وقال الواقدي يصف دخول الرسول - صلى الله عليه وسلم - مكة وإزالته معالم الوثنية يوم الفتح .. "ثم طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته آخذ بزمامها محمد بن مسلمة، وحول الكعبة ثلاثمائة صنم وستون صنمًا مرصصة بالرصاص، وكان هُبَل أعظمها، وهو وجاه (أي تجاه) الكعبة على بابها، وأساف ونائلة حيث ينحرون ويذبحون الذبائح، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما مر بصنم يشير بقضيب في يده ويقول .. "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا" (٢). فيقع الصنم لوجهه (٣).

وعن ابن عباس .. دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح وعلى


(١) عن ابن عباس دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح وعلى الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا. لكل حي من أحياء العرب صنم قد شُدّ بالرصاص. فجاء - صلى الله عليه وسلم - ومعه قضيب فجعل يهوى به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه من غير أن يمسه بما في يده، يقول: (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) حتى مرّ عليها كلها.
(٢) الإسراء آية ٨١.
(٣) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>