تبوك اسم مشهور في القديم والحديث، وقد وصفها ياقوت في معجم البلدان فقال: تبوك، بالفتح ثم الضم وواو ساكنة، وكاف، موضع بين وادي القرى والشام، وقيل بركة لأبناء سعد من بني عذرة.
وقال أبو زيد: تبوك بين الحجر وأول الشام على أربع مراحل من الحجر، نحو نصف طريق الشام، وهو حصن به عين ونخل وحائط ينسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وجاء في بعض المعاجم الاسلإمية، أن أصحاب الأيكة الذين جاء ذكرهم في القرآن، الذين بعث الله إليهم نبي الله شعيب - عليه السلام - كانوا في تبوك، وأن شعيبًا لم يكن منهم، وإنما كان من مدين ... ومدين تقع ديارهم على ساحل بحر القلزم (البحر الأحمر)، وعلى ست مراحل من تبوك.
قال ياقوت: وتبوك تقع بين جبل حُسْمَى وجبل شرورى .. حسمى غربيها وشرورى شرقيها. وبين تبوك والمدينة اثنتا عشرة مرحلة، وكان ابن عريض اليهودى قد طوى بئر تبوك لأنها تنطم في كل وقت، وكان عمر بن الخطاب أمره بذلك.
[تاريخ قبائل الشمال]
يعتبر الركن الشمالي الغربي من جزيهرة العرب (بما فيه تبوك) موطنًا لقبائل عديدة ذات تاريخ مشهور، وكانت هذه القبائل منذ عصور قديمة - ذات مقدرة قتالية ممتازة، وقد كان الملك في بعضها، فكان منها ملوك حكموا الأطراف الشمالية لجزيرة العرب، والأطراف الجنوبية للشام.
وكل هذه القبائل يرجع أصلها إلى حضرموت، وترجع هذه القبائل القحطانية التي استوطنت شمال الجزيرة وجنوب الشام في فترات مختلفة - إلى أصلين اثنين - وهما:
١ - قضاعة .. وقضاعة نزحت من الشحر بحضرموت وأسست ملكا لها بأطراف الشام، ويتفرع من قضاعة عدة قبائل منها بلى وعذرة وبهرأ وغيرها.