للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الانشقاق الثاني في جيش مكة]

وعند سماع كلام قائد سلاح الاستكشاف (عمير بن وهب) قامت معارضة أُخرى ضد أَبي جهل تدعو إلى العودة بالجيش إلى مكة دونما قتال.

وكانت هذه المعارضة، أكبر من المعارضة إلى قادها الأَخنس بن شريق ضد أَبي جهل في منطقة رابغ ورجع على أَثرها إلى مكة بقبيلة بني زهرة قبل الوصول إلى بدر.

قاد هذه المعارضة الأَخيرة عتبة بن ربيعة سيد بني عبد شمس سانده حكم بن حزام، فقد كأن رأْي هذه المعارضة التي ظهرت (قبل نشوب المعركة) بيوم أَو بعض يوم، تحاشي الاصطدام مع جيش المدينة، وموادعته والرجوع إلى مكة دونما قتال.

فقہل مشى حكيم بن حزام (١) بين قادة جيش مكة يدعو لتأْييد هذه المعارضة.

[أنت كبير قريش وسيدها]

فقد أَتى حكيم عتبة بن ربيعة الأُموي (أَول قتيل يوم بدر بين الصفين) وقال ... يا أَبا الوليد إنك كبير قريش وسيدها المطاع، فهل لك إلى خير تذكر به إلى آخر الدهر؟ قال وما ذاك؟ قال ترجع باناس وتحمل أَمر حليفك عمرو بن الحضرمي (٢).


(١) هو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى: ابن أخي خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، كان من سادات قريش، وكان صديقًا للنبي قبل البعثة، أسلم عام الفتح، مات سنة ستين هجرية في خلافة معاوية.
(٢) عمرو هذا هو الذي قتله المسلمون في سرية عبد الله بن جحش في آخر يوم من رجب سنة اثنين هجرية وكان حليف بني عبد شمس بن عبد مناف.

<<  <  ج: ص:  >  >>