وقد اعتذر أبو سفيان للمسلمين (كقائد مسئول) عما تعرضت له جثث شهدائهم من التشويه والمثلة على أيدي بعض المشركين، وأبلغهم اعتذاره هذا وهو على رأس الجبل قائلًا:
إنكم ستجدون في قتلاكم مثلة (١)، ولم آمر بها ولم تسرني.
ولما أراد أبو سفيان الانصراف بجيشه واعد المسلمين على التلاقي في بدر على أن يكون في العام التالي للسنة التي حدثت فيها معركة أحد، فوافقه المسلمون على ذلك، وكان هذا التواعد آخر حديث يوجهه أبو سفيان إلى المسلمين من على رأس الجبل بعد معركة أحد.
[الجيش المكي ينسحب]
قال ابن إسحاق .. ولما انصرف أبو سفيان نادى، إن موعدكم بدر للعام القابل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل من أصحابه: قل: نعم هو بيننا وبينكم موعد.
وبعد هذا مباشرة هبط أبو سفيان من الجبل وانسحب بجيشه إلى مكة.
وبهذا اختتم آخر فصل من فصول معركة أحد الرهيبة الدامية التي امتحن الله فيها المسلمين وميزت شدائدها ونكباتها الطيب من الخبيث: