ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد (أي تألم) على أحد ما وجد على أصحاب بئر معونة.
وكان الذي نقل نبأ الفاجعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هو عمرو بن أُمية، الناجى الوحيد من المذبحة المروعة. وجاء في السيرة الحلبية أن وفد القراء لما أحاطت بهم خيل عامر بن الطفيل قالوا .. اللهم إنا لا نجد من يبلغ رسولك عنا السلام غيرك، فأقرئه منا السلام، فنزل الوحى على الرسول - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فرقى المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال .. إن إخوانكم قد لقوا المشركين وقتلوهم.
وذكر ابن سعد في طبقاته الكبرى - راويًا عن أنس بن مالك أن الله أنزل في الذين قتلوا في بئر معونة قرآنًا وأنه نسخ فيما بعد وهو قول الله تعالى مبلغًا عن الشهداء المغدور بهم (بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضى عنا ورضينا عنه).
وقد تألم النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نزل بأصحابه من القتل حتى إنه (كما في الصحيحين) ظل يقنت في الصلوات الخمس شهرًا كاملًا يدعوا على قبائل رعل وذكوان وعصية الدين غدروا بأصحابه في بئر معونة.
[الضمري يغتال رجلين من بني عامر]
وأثناء عودة عمرو بن أمية الضمرى إلى المدينة التقى في وادي قناة بالقرب من المدينة برجلين من بنى كلاب - رهط عامر بن الطفيل - فاستدرجهما حتى قتلهما وهو يرى أنه أصاب بهما ثؤرة.
وقد فعل ذلك وهو لا يعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أعطاهما أمانا، ولذلك لما